أنا سوداني أنا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
أنا سوداني
بقلم / معاذ عبدالرحمن ودالكبيدة
كل اجزائه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن
******
نتغني بحسنه ابدا دونه لايروقنا دونه حسن
ما انبلها من مشاعر واصدقها من محبه عندما تقترن بحب الوطن فيصير حب الأوطان من الأديان.
قبل عامين او اكثر، على ما اذكر، كان الوالد العزيز، متعه الله بالصحه والعافية، خارج البلاد. وفي ذات صباح وأنا في طريقي إلى العمل زارني خاطر عن حب الوطن فكنت في أشد الاستغراب والدهشة، فمعذرة نحن جيل نشأ فى عهد الكيزان وترعرعنا من غير هوية ومحبه وانتماء لهذا الوطن. فجال في خاطري، هل الدين الاسلامي حثنا على حب الوطن؟!. فارسلت لوالدي عن طريق الواتساب أساله عما شغل بالي.
فقال لى يا بني: "حب الأوطان من الاديان"، وذكر لى كلام النبي صل الله عليه وسلم عن مكه المكرمة الذي مفاده: " وَاَللَّهِ إنَّكِ لأاحب البقاع إليَّ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ".
ومن حينها وكان كلام والدي هذا بمثابة غرس تربته محبة الوطن وسقياه العمل على إعماره وثمرته نصرة الوطن وتاييده خير أمة اخرجت للناس.
ومن حينها كلما طرقت اذناي (كل اجزائه لنا وطن) اقشعر لهذه الابيات بدني فكأنه يصيح انا سوداني انا .. هذه كانت بدايه عهدي بحب الوطن.
ومرت السنين الى أن جاء داعي الحق من سيدي الخليفة الشيخ أحمد الصائم ديمه بطلبه لنا بنصرة الوطن و الوقوف مع شبابه ونصرتهم في ثورتهم المجيدة هذه، وصرنا نذهب في صحبته موكباً تلو الآخر إلى أن سقط حكم الكيزان، وحتى بعد سقوطتهم.
وازداد طربي وهيامي بهذا الوطن العزيز. عندما رأيت أبناءه متكاتفين متآخين كانهم جسد واحد، إذا اشتكي أحدهم ذهبوا به إلى الوحدة الصحية، وإذا عطش أحدهم سقوه من مياه نيلهم العظيم، وإذا جاع أحدهم أطعموه من خيرهم الوفير. وإذا تعب أحدهم جهزو له مكان نومه وراحته. هذا هو الوطن وهذه هي روح المحبة كأنما هي جنة أنزلت من السماء مقرها السودان، تجدهم مستبشرين فرحين بتوحدهم هذا.
نعم ...
أنا سوداني أنا
أنا سوداني أنا
21- ابريل –2019 م