السيدة خديجة رضي الله عنها
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته وسلم.
السيدة خديجة رضي الله عنها
بقلم / عبد الرحمن (ود الكبيدة)
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ذات الحسب والنسب العريق. فتلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده الرابع "قصي". ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها في حوالي عام 556م.
ومن شمائها أنها قد أوتيت الحجة والبصيرة الثاقبة. ومما يشهد لها بالبصيرة رؤيتها للملكين يظلان الرسول صلى الله عليه وسلم عند عودته من رحلة التجارة، وكان بصحبتها بعض النسوة، مما يعكس شفافية روح السيدة خديجة عن سائر النسوة، فلم يرد في السيرة أن أمرأة أخرى ممن كن معها قد رأت الملكين يظلن النبي صلى الله عليه وسلم من حر
الشمس. أضف إلى ذلك فراستها بأنه سيكون نبى هذه الأمة. ومما يشهد لها أيضاً بقوة الحجة أنها وضعت الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجرها وألقت خمارها – كذا فى السيرة الحلبية – لأنها تعلم أن هذا القادم إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن كان ملكاً فمن شأنه غض البصر، وقد حصل لها ما أرادت من تأكد ومعرفة – السيرة الحلبية، ج 1، ص 251. كل هذه المشاهد الروحية قد أحدث لها القناعة الداخلية بخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم وبأنه رسول الله تعالى إلى البرية، ثم أتاها تثبيت الإيمان من الخارج عندما حكى لها غلامها ميسرة ما رآه وما سمعه من الراهب في طريق تجارتهم إلى الشام.
ومن تمام فقهها أنه عندما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم إن جبريل يقرئها السلام من ربها، قالت: "هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام"، فلما كان سيدنا جبريل مخلوقاً يحتاج إلى السلام، قالت "عليه السلام"، ولم تقل للمولى عز وجل: "عليه السلام"، فمن كان هو السلام لا يحتاج لسلام يسلمه حيث لا أذى يلحق به – جل جلاله.
عندئذٍ تقدمت السيدة خدية وخطبة نفسها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. فتزوجها وهي بنت أربعين سنة، وأصدقها عشرين بكرة، وقيل اثنتي عشرة أوقية ذهباً. ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلّا بعد وفاتها. وولدت له كل أولاده (القاسم، عبدالله الذي كان يلقب بالطيب أو الطاهر، فاطمة، زينب، رقية، وأم كلثوم) إلّا إبراهيم وهو ابنه من مارية القبطية (سرية النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أهداها له الملك المقوقس).
كانت أول من آمن به من النساء. وواسته صلى الله عليه وسلم بمالها ونفسها، فكانت له خير معين توفيت السيدة خديجة في السنة العاشرة من البعثة، ودفنت بالحجون وهي ابنة خمس وستين عاماً وعظمت بموتها الرزية، فجاءت التسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج وورد في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة عليها السلام".
وقد بني على قبرها قبة في القرون الثلاثة الأولى الفاضلة ، ثم هدمها التكفيريون بعد مضي أكثر من 13 قرن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.