بكائية على أمي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بكائية على أمي
خليلَّىَ من فرط الجوى
عوجا بنا .. وقفا نبك
نبكي صرحاً قد هوى
من قبل أن يرتد طرفي
قبل أن ينبث بحرف
وقبل أن يأتينا غائب
إن أمر الله غالب
والتأسي والتباكي أمر عرفي
* * *
أمي . .
يا ذات الأفضال المشهودة
لو رصدت كل الكلمات المحشودة
أو بثت كل الأنغام الموجودة
ما ساوت من قدرك
أو معناك
ولا نقطةَ من حرفٍ مُعْجَمْ
فلأنك في الناموسِ الأعظمْ
بوابةُ هاتيك الجنة
ودليلٌ لطريق أسلم
فاصدع يا قلبي بالأنشودة
واسكب فيها الحزن الأبكم
* * *
حزناً لا يدري كيف يخاطب
من رحلت عنا
فالقلب صريع ومُعَنَّى
ولساني يعجزه التعبير
إن الآلام سعير
مجموع في آهٍ، أو أنَّة
* * *
آهٍ لمصابنا . . آهِ
فعزانا لا يضاهي
ما افتقدنا
من علوم بثها الرحمن فيك
تنبعث من طيب فيك
تروي عن صلة القرابة
وتحكي علماً وانتسابا
وبعض أقوال الصحابة
فإذا العفة سجية
وإذا الطهر مزية
يأمر فيك اليدَ، لتمتدَ
على جسد هامد
تتناول للستر ثياباً
ويداك لتسدي المُدَّ ضِعْـفَـاً واحتسابا
ولك من علم الفقه الديني
ونبوءات تصدق في كل الحينِ
"إبن يعطيني ويرضيني (1)
وابن من فيح القرية يحميني (2)
وابن بالآية وثوب التقوى يسجيني (3)"
وآخرها قولك: "هل تأتيني بالشيخ (4)
يصلِّي علىَّ ويأويني ؟"
* * *
برحيلك قد عَزَّ مصابْ
ها نحن طرقنا جميع الأبواب
بابَ الحزن . . وباب الوجد
وباب مناجاة الأحباب
فوجدنا الأمر مُقَدَّرْ
بل لازم
ما بعد الموت إيابْ
إلّا في يوم قادم
فليأجرنا مولانا لفقدك
فمصابنا جلل ظاهر
وليجعل أجره رحمات
في مرقدك الطاهر
وبه رضوان يترى
وليجعل أجره دعوات
من أبناء بررة
وصلاة منه مدى الأوقات
إنا لله وإنا لإله يهب النفحات .
هوامش:
(1) هذا الابن هو شقيقى الأكبر البروفيسور على محمد عبد الماجد.
(2) هذا الابن هو شقيقى عبد الله محمد عبد الماجد.
(3) هذا الابن هو ناظم القصيدة.
(4) والشيخ الذى صلى على جثمانها وأدخلها ضريحها هو الخليفة الشيخ أحمد بن الشيخ دفع الله الصائم ديمه، وكان ذلك فى فجر الجمعة: 8 شوال 1431هـ الموافق 17 / 9/ 2010م.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الخرطوم – السلمة: 24 / 9 / 2010م